Newsأخبار محلية

وثيقة نتنياهو: تغييرات جوهرية في شروط الاتفاق قلبت مسار المفاوضات

رفح نيوز-وكالات

كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، اليوم الثلاثاء، عن نص الوثيقة التي سلمها رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، عبر رئيس الموساد، دافيد برنياع، للوسطاء في مفاوضات تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة في 27 تموز/ يوليو الماضي، وتضمنت تغييرات جهورية و”إضافات دراماتيكية” تمثل تراجعا عن مخطط 27 أيار/ مايو المقدم من قبل إسرائيل ووافقت حركة حماس على معظمه.

“مخطط نتنياهو”

وبحسب الصحيفة، فإن الوثيقة جاءت في 7 صفحات تتضمن نص المقترح، بالإضافة إلى ملاحق، وخرائط، وقائمة بأسماء 40 رهينة في قطاع غزة؛ وتطرقت إلى محور فيلادلفيا ومعبر رفح وممر ‘نتساريم‘ ونفي أسرى فلسطينيين إلى الخارج، وتشدد في الموقف الإسرائيلي بالقضايا الرئيسية، كما أنها تمثل تراجعا من قبل نتنياهو عن المقترح الذي قدمته تل أبيب في 27 أيار/ مايو الواضي.

وتحمل الوثيقة عنوان “توضيحات لتنفيذ المرحلة الأولى من مسودة اتفاق 27 أيار/ مايو”، وتشمل تغييرات في الجزء الأول من المقترح الذي قدمته إسرائيل وبات يعرف إسرائيليا باسم “مخطط نتنياهو”؛ ويتألف المقترح الكامل من ثلاث مراحل، كما كشف الرئيس الأميركي، جو بايدن، عن تفاصيله.

وغيرت هذه الوثيقة مسار المفاوضات تمامًا، لتتحول إلى “وثيقة دموية”، كما وصفها مسؤول أمني رفيع، معتبرا أنها “ملطخة بدماء الرهائن الستة الذين قُتلوا في رفح”. وأبرز ما ورد فيها:

محور فيلادلفيا:

وتبدأ الوثيقة بتعديل فعلي لنشر القوات الإسرائيلية في قطاع غزة. إذ ينص اقتراح إسرائيل في 27 أيار/ مايو على انسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة. فيما يفصل هذا المقترح كيف سيتم الانسحاب التدريجي في المرحلة الأولى: في اليوم السابع من وقف إطلاق النار، ستنسحب القوات الإسرائيلية من شارع الرشيد (الموازي للبحر في القطاع) وتتمركز شرق شارع صلاح الدين (الذي يعبر القطاع طوليًا تقريبًا في وسطه).

كما ينص مقترح 27 أيار/ مايو أنه سيتم تفكيك جميع المواقع العسكرية في المنطقة التي انسحبت منها قوات الجيش الإسرائيلي، وستبدأ عودة النازحين إلى منازلهم دون حمل السلاح. كما يُسمح بحرية الحركة للسكان في جميع مناطق قطاع غزة. في اليوم الثاني والعشرين، من المقرر أن تنسحب القوات من “وسط قطاع غزة”، بما في ذلك ممر نتساريم، إلى منطقة تقع شرق طريق صلاح الدين على طول الحدود. إلى جانب ذلك، سيكتمل تفكيك المواقع العسكرية، وستستمر عودة النازحين “دون حمل السلاح”، إلى جانب السماح بحرية الحركة في جميع أنحاء القطاع.

من المتوقع أن تنسحب بالكامل

في المقابل، فإن وثيقة التغييرات الصادرة في 27 تموز/ يوليو تنص على خلاف ذلك. ففي فقرة قصيرة، كُتب أن “إعادة نشر قوات الجيش الإسرائيلي ستتم وفقًا للخرائط المرفقة في الملحق 1”. وفي الفترة التي تم فيها تقديم المقترح الإسرائيلي، كان جيش الاحتلال قد سيطر عمليًا على معظم محور فيلادلفيا، ولكنه لم يتطرق إليه في اقتراح 27 أيار/ مايو.

وتظهر الخرائط المرفقة في “الملحق 1” أن الجيش الإسرائيلي سيحتفظ بشريط يبلغ عرضه 1.4 كيلومتر على طول الحدود بين إسرائيل والقطاع. وفي اليوم السابع، من المتوقع أن تنسحب القوات من نصف ممر نتساريم، وفي اليوم الثاني والعشرين، من المتوقع أن تنسحب بالكامل.

لكن خريطة جديدة، تُعرف باسم “الخريطة رقم 3” وفقًا للوثيقة، تتضمن بقاء قوات الاحتلال في محور فيلادلفيا؛ وبحسب “يديعوت أحرونوت”، قال الوسطاء لحماس إنه من البديهي أن الانسحاب يشمل محور فيلادلفيا، كضمانة للانسحاب من كامل القطاع كما ينص المقترح المقدم في 27 أيار/ مايو. غير أن الخريطة المقدمة من قبل إسرائيل تنص على أن إسرائيل ستقلص قواتها في المنطقة، لكن لم يُذكر في الوثيقة أنه سيتم الانسحاب الكامل منها في أي مرحلة.

ومنذ تقديم وثيقة “التوضيحات”، يصر نتنياهو على أن إسرائيل ستبقى في محور فيلادلفيا، وقال في اجتماع الحكومة أمس، الإثنين، إنه “يجب أن نبقى، فهذا ضروري لأمن إسرائيل. إذا غادرنا هذه المنطقة، فسيصعب علينا العودة”، ثم فصّل “أهمية المنقطة الإستراتيجية بالنسبة لإسرائيل”، على حد تعبيره، في مؤتمر صحافي عقده مساءً، مع عرض خريطة.

التفتيش في ممر نتساريم:

يسعى المقترح الإسرائيلي إلى تحديد أن العائدين إلى شمال القطاع خلال أيام وقف إطلاق النار لن يحملوا أسلحة. في اقتراح 27 أيار/ مايو، كُتب أن العائدين لن يحملوا أسلحة، مع تراجع إسرائيل عن نقاط التفتيش ووسائل الفحص التي طلبتها في مسودات سابقة، بعد أن قال الجيش الإسرائيلي إنه يمكن التنازل عن هذه النقطة. ومع ذلك، تحدد الوثيقة التي أعدها نتنياهو في 27 تموز/ يوليو خلاف ذلك: “العائدون لن يحملوا أسلحة”، و”سيتم ضمان تنفيذ العودة (بدون أسلحة) وفق آلية سيتم الاتفاق عليها مسبقًا”، كما ورد.

وبذلك، تراجعت إسرائيل عمليًا عن اقتراح 27 أيار/ مايو، بإعادة فتح النقاش حول الآلية التي سيتم الاتفاق عليها من قبل الطرفين، بينما من الواضح أن حماس ترى هذا الأمر غير قابل للتفاوض وترفض أي آلية تعيق العودة إلى شمالي القطاع.

وخلافا للمقترح الذي قدمته إسرائيل في 27 أيار/ مايو الماضي، أدرج نتنياهو في المستودة المقدمة في 27 تموز/ يوليو، قائمة بأسماء جميع من يعتقد أنهم، إذا كانوا على قيد الحياة، يجب إدراجهم في المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى؛ وتشمل القائمة أسماء 40 أسيرا ورهينة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

يجب ايقاف ad block كي تتمكن من تصفح موقعنا