5 ملفات عالقة بمفاوضات غزة .. هل تمنح أمريكا نتنياهو مزيدا من الوقت ؟
يستكمل وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، جولته إلى منطقة الشرق الأوسط، في إطار حلحلة جمود المفاوضات بين الاحتلال وحركة حماس، مع ترويج إسرائيلي أمريكي بأن ثمة «تفاؤول حذر» بشأن الملفات العالقة في المفاوضات وسط تشكيك فلسطيني في جدوى الجولة، وما إذا كان هدفها منح رئيس وزراء الاحتلال بينيامين نتنياهو مزيدا من الوق
وتكتمل جولة المفاوضات في القاهرة في محاولة لحلحلة خمس ملفات خلافية عالقة بدءًا من حسم السيادة على معبر رفح قبيل فتحه والانسحاي الإسرائيلي من محور فلادلفيا مرورا بملامح صفقة تبادل الأسرى ثم وصولا إلى عودة النازحين إلى شمال غزة وملامح القطاع في اليوم التالي للحرب.
مماطلة وخداع
في قراءة للمباحثات في ضوء تسريبات الإعلام الأمريكي والعبري وحديث واشنطن وتل أبيب عن تفاؤول حذر بشأن الملفات العالقة، استنادا إلى طرح واشنطن صفقة جديدة وبنود «اتفاق جديد مُعدل» تنسحب بموجبه إسرائيل من محور فلادلفيا وتسلم عددا من الأسرى الفلسطينيين لحركة حماس قال المحلل الفلسطيني، أيمن الرقب، لـ«المصري اليوم» إن حديث الولايات المتحدة بشأن اجتماع 4 لجان لحسم القضايا العالقة يأتي في إطار «مماطلة وخداع» من الجانبين الأمريكي والإسرئيلي لشراء مزيد من الوقت لصالح نتنياهو.
كسب مزيد من الوقت لصالح نتنياهو
واعتبر الرقب أن حديث واشنطن عن تقديم ورقة مفاوضات جديدة ما هو إلا خطوة لكسب الوقت مرجحا أن الجانبين الأمريكي والإسرائيلي ليسوا جاهزين للانخراط في اتفاق قبيل أكتوبر المقبل معللا ذلك بانشغال الإدارة الأمريكية في الانتخابات الرئاسية من جانب، مع عجز نتنياهو على حسم النقاط العالقة في التفاوض بينما الكنيسيت ف اجازته الصيفية التي ستنتهي مطلع أكتوبر.
وتابع المحلل المطلع على مسا رالمفاوضات بأن الجانب المصري متمسك بمطلبين، أولهما رفض بات لتشغيل معبر رفح دون وجود فلسطيني عليه والأمر الثاني إنسحاب كلي للإسرائيليين من محور فلادلفيا، الأمر الذي أكده وزير الخارجية المصري بدر الدين عبدالعاطي.
ملفات غامضة
وأكد الرقب أن الملفات الخمسة العالقة بدءا من معبر رفح ومحور فلادلفيا مرورا بملف الأسرى ثم وصولا لملفي عودة النازحين واليوم التالي في قطاع غزة لا تزال غامضة، رغم حديث الجانب الأمريكي عن «انفراجة» مؤكدا أن نتنباهو لايريد لهذا أن تنتهي وحال قبل بالتفاوض فلن يلتزم إلا بالمرحلة الاولى منن الاتفاق .
مراوغة جديدة
في السياق ذاته اعتبر الكاتب والمحلل السياسي فراس ياغي إن الولايات المتحدة تراجعت بشكل كامل عن اتفاق الثاني من يوليو، وتبنت مطالب نتنياهو، وربطت إعمار غزة بموافقة حماس على المرحلة الثانية من اتفاقية صفقة التبادل، في إطار «مراوغة جديدة».
واتفاق الثاني من يوليو؛ هو مقترح إسرائيلي تبنته الولايات المتحدة الأمريكية ودعت حماس والمقاومة للموافقة عليه بعد تعديل البند الثامن فيه؛ قبل أن يُمرر عبر مجلس الأمن الدولي الذي وافق عليه أعضاؤه بالإجماع، وبات مقترحًا دولياً، لتعاود إسرائيل وترفضه فيما بعد.
واعتبر المحلل الفلسطيني أن أمريكا التي تروج لما أسمته بـ «الاتفاق المُحسن» لا تريد في الحقيقة إنهاء الحرب، وعينها فقط على المرحلة الأولى من الصفقة بما يؤدي للإفراج عن ذوي الجنسية المزدوجة.
وأضاف:«ينجح الامريكي مرة أخرى بشراء الوقت لمنع الردود من قبل ايران وحزب الله، وهي تروج لوجود تقدم بالمفاوضات، عبر ضخ هائل في وسائل الإعلام وتحت يافطة التسريب الإعلامي، وتقوم بتشكيل مجموعات عمل لكي تعطي للهراء والوهم واقعية».
ويرى ياغي أن أمريكا تخدع الجمهور وتكذب وتسعى لإطالة أمد المفاوضات بما يؤدي لتبريد الجبهات وتفريغ الردود على عمليات الاغتيال في بيروت وطهران من مضمونها.
مؤكداً على أن المنطقة ذاهبة نحو التصعيد وليس لمنحنى الهدوء والصفقة، وأن مفاوضات صفقة التبادل ستطول بعض الشيء.
وختم:«كل ذلك حتى يستطيع الأمريكي والإسرائيلي التجهيز جيداً للمعركة القادمة وقد نجحوا في ذلك، لأن أي رد من قبل إيران أو حزب الله سيكون من باب التخريب على الصفقة الوهمية الموجودة فقط في وسائل الإعلام».
نتنياهو يتحدث عن «تفاؤل حذر»
وجاء في بيان لرئيس وزراء الاحتلال بييامين نتنياهو أمس، أن الفريق الإسرائيلي المفاوض :«أعرب عن الفريق عن تفاؤل حذر بشأن إمكانية المضي قدماً في الصفقة، بناء على الاقتراح الأميركي الأخير».
وتابع مكتب نتنياهو إن «الاقتراح يستند إلى الخطوط العريضة لمقترح مايو، ويتضمن عناصر مقبولة لإسرائيل»، مردفاً: «من المأمول أن تؤدي الضغوط الشديدة التي تمارسها الولايات المتحدة والوسطاء على حماس إلى إزالة معارضتها للاقتراح، وأن تسمح بإحراز تقدم في المحادثات»ـ
ما ملامح الاتفاق الأمريكي الجديد
وفي المقابل قال مصدر مسؤول في حركة حماس لوسائل أعلام محلية إن المقترح الأميركي تضمن، تقليص تواجد الجيش الإسرائيلي فلادلفيا وليس الانسحاب منه، بالإضافة إلى إعادة السلطة الفلسطينية لإدارة معبر رفح تحت رقابة إسرائيلية لم يُحدد شكلها بعد، مضيفا أن المقترح الأميركي يتضمن أيضاً الإصرار على المراقبة الإسرائيلية للنازحين العائدين إلى شمال قطاع غزة في محور نتساريم دون تحديد شكل هذه الرقابة بعد.
كما يشمل مقترح واشنطن أيضاً إبعاد عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين الذين ستفرج عنهم إسرائيل في صفقة التبادل إلى خارج فلسطين، وفقاً للمصدر المسؤول بحركة «حماس» مشيرا إلى أن المقترح يمنح تل أبيب حق رفض إطلاق سراح عدد لا يقل عن 100 أسير فلسطيني،إلى جانب عدم الانسحاب من القطاع حسب نص ورقة الثاني من يوليو، على أن تكون الإغاثة مشروطة بالموافقة على جميع هذه البنود.
وأوضح أن المقترح الأميركي ينص أيضاً على أن «يناقش وقف إطلاق النار الدائم في المرحلة الثانية ضمن سقف محدد، وإن لم توافق حماس على المطالب الإسرائيلية يعود الجيش للحرب وتنفيذ عملياته العسكرية».
ونوه إلى أن الولايات المتحدة اقترحت أيضاً أن تُترك المفاوضات على إعادة إعمار قطاع غزة، ورفع الحصار، لنتائج المباحثات التي ستلي تنفيذ المرحلة الأولى.
وتستمر في القاهرة جولة مباحثات جديدة بدأت قبل 3 أيام في العاصمة القطرية الدوحة بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة والتفاوض بشأت القضايا والملفات العالقة بين الاحتلال وحركة حماس.
وأضافت القناة الـ 12 الإسرائيلية إنه خلال الأيام الماضية، قدمت الولايات المتحدة اقتراحا يتضمن الإشارة إلى القضايا الرئيسية في المفاوضات بشأن صفقة المحتجزين ووقف إطلاق النار، حيث تضمن فيها عدد المحتجزين المقرر إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى.
وبحسب القناة فإن الاقتراح الأميركي الحالي، يتضمن إطلاق سراح النساء والمجندات أولاً، وكقاعدة عامة ستكون هناك أولوية لإطلاق سراح المحتجزين الأحياء. وفي المرحلة الأولى من الصفقة الإنسانية، سيتم أيضًا إطلاق سراح الجنود الذين تحتجزهم حماس منذ سنوات أفرا منغيستو وهشام السيد، كما يتضمن قائمة الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم مقابل كل محتجز إسرائيلي، ومن بينهم 47 أسيرًا أطلق سراحهم في صفقة شاليط وأعيد اعتقالهم في السنوات الأخيرة.
نقاط خلافية
ووفق القناة الإسرائيلية تم تقديم ملخصات أكثر تفصيلاً عن تحركات قوات الجيش الإسرائيلي في مناطق مختلفة في قطاع غزة، خلال فترة الهدنة ووقف إطلاق النار التي ستستمرت 42 يوماً.
وبحسب القناة قبلت الإدارة الأمريكية بمعظم المطالب الإسرائيلية،وقدمتها في المقترح الجديد باستثناء قضيتين لا تزالان محل خلاف هما: محور فيلادلفيا ومحور نتساريم.
وفي السياق ذاته نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس عن مصادر في الوفد الإسرائيلي المفاوض، إن هناك فجوات ما زالت قائمة في مسار التفاوض مع حركة حماس.
وقالت المصادر الإسرائيلية إن محور فيلادلفيا يشكل نقطة خلافية، إذ تطالب حماس بانسحاب كامل، بينما تريد تل أبيب تنفيذ انسحاب جزئي.
وأضافت الصحيفة إن حماس تطالب بعودة جميع النازحين إلى ديارهم وانسحاب إسرائيل (جزئياً على الأقل) من محور نتساريم الفاصل بين شمال وجنوب قطاع غزة.
كما أوضحت الصحيفة أن إسرائيل تطالب بأسماء المحتجزين الأحياء في قطاع غزة، بينما تشترط حماس في البداية الاتفاق على الصفقة قبل تسليم القوائم.
وكذلك، تطالب حماس بتشغيل معبر رفح البري من قبل طرف فلسطيني، بينما ترفض إسرائيل.
وتشير التقديرات إلى أنه فقط إذا رضخت إسرائيل للانسحاب من المحورين، فإن الوسيطن، قطر ومصر، سوف يمارسان الضغوط اللازمة على حماس.
بلينكن ومحادثات القاهرة
ومن المقرر أن يغادر وفد إسرائيلي إلى القاهرة، ومن المتوقع عقد قمة أخرى نهاية الأسبوع بعد اتمام زيارة مماثلة إلى اسرائيل؛ إذ سيصل وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إلى إسرائيل اليوم أيضًا، لبحث الملفات الخمس العالقة مع نتنياهو، وفي مقدمتها عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة.
ومن المرتقب أن يعقد الوسيط الأميركي لقاءات مع الجانبين المصري والقطري في الأيام القادمة لاستكمال بحث الأفكار الأميركية الجديدة.
ورفضت «حماس» هذه المقترحات لكنها تنتظر الصيغة النهائية التي ستقدم لها قبل أن تعلن موقفها النهائي.