مفاوضات غزة – وفد تقني إسرائيلي يتوجه إلى الدوحة غدًا
أوضح مسؤولون إسرائيليون ، اليوم الثلاثاء 27 أغسطس 2024 ، بأن وفدًا من الموساد والشاباك والجيش سيتوجه إلى الدوحة، يوم غد الأربعاء، بعد أن أنهى مشاورات في إسرائيل عقب عودته من القاهرة، لمواصلة المحادثات الرامية للتوصل إلى اتفاق على تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس ووقف إطلاق النار في قطاع غزة .
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤول رفيع قوله إن “الوفد سيواصل المباحثات مع الوسطاء بهدف تقليص الفجوات في القضايا العالقة في إطار صفقة تبادل الأسرى”.
وذكرت أنه “في الدوحة، سيجتمع الوفد مع ممثلين من مصر وقطر والولايات المتحدة”.
وفي وقت سابق اليوم، أكد مسؤولان أمنيان إسرائيليان على أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو ، يهدر الوقت بشكل عبثي في المفاوضات حول وقف إطلاق نار وتبادل أسرى بين إسرائيل وحركة حماس.
وقال المسؤولان بأن نتنياهو كلّف فريق المفاوضات، هذه الأسبوع، بأن يقدم خلال محادثات القاهرة، مقترحا حول موضوع محور “نتساريم”، وهو المقترح الذي رفضته حماس والوسطاء في الماضي، وفق ما نقلت عنهما صحيفة “يديعوت أحرونوت” اليوم، الثلاثاء.
ويقضي هذا المقترح بحفر قنوات عرضية على طول محور “نتساريم” بشكل يمنع عبور مركبات، وتوجيه المركبات القادمة من جنوب قطاع غزة ومتجهة إلى شماله نحو الشرق، باتجاه شريط عازل أمني إسرائيلي داخل القطاع ويمتد إلى السياج المحيط بالقطاع، تطلق عليه تسمية “محيط” (perimeter)، وهناك يتم تفتيشها قبل دخولها إلى شمال القطاع.
وتم إزالة هذا المقترح عن جدول أعمال المفاوضات لعدة أسباب، بينها أن تطبيقه يستغرق وقتا طويلا، وسيدمر المنطقة التي بسببها أقيم “المحيط”، وسيؤدي إلى ازدحام كبير في حركة الفلسطينيين، إضافة إلى أن حماس والوسطاء يرفضونه كليا، حسبما ذكرت الصحيفة.
وكان البيت الأبيض قد أكد أن المفاوضات الجارية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة وصفقة تبادل أسرى ستتواصل على مستوى مجموعات العمل خلال الأيام القليلة المقبلة لحل بعض القضايا المحددة.
وإحاطة قدمها للصحافيين عبر الإنترنت، رفض الناطق باسم الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، التلميحات بأن المحادثات انهارت خلال الجولة الأخيرة في القاهرة، وادعى أنها على العكس من ذلك “بناءة”.
وأوضح كيربي “المحادثات تقدمت بالفعل إلى نقطة شعروا فيها أن الخطوة المنطقية التالية هي تشكيل مجموعات عمل على مستويات أدنى للجلوس معا من أجل حل هذه التفاصيل الدقيقة”.
وتابع أن كبير مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط، بريت ماكغورك، الذي يشارك في جولات المحادثات التي أجريت عبر الوسطاء، سيغادر القاهرة قريبا بعد بقائه يوما إضافيا لبدء محادثات مجموعة العمل.
وقال كيربي إن إحدى القضايا التي ستتناولها مجموعات العمل ما يتعلق بتبادل الأسرى لدى حماس في غزة والأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال. وذكر أن التفاصيل التي ستتم تسويتها تشمل عدد الأسرى الذين قد يجري مبادلتهم وهوياتهم ووتيرة إطلاق سراحهم المحتمل.
ولم تفلح المحادثات المتقطعة على مدى أشهر في التوصل إلى اتفاق لإنهاء حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ هجوم القسام في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي أو إطلاق سراح الأسرى المحتجزين في القطاع.
وعقدت أحدث جولة من المفاوضات في ظل مخاطر بالتصعيد الإقليمي إذ أطلق حزب الله اللبناني، يوم الأحد، مئات الصواريخ والطائرات المسيرة على أهداف إسرائيلية، فيما قال الجيش الإسرائيلي إنه ضرب لبنان بنحو 100 طائرة لإحباط هجوم أكبر.
وتشمل نقاط الخلاف الرئيسية في المحادثات الجارية بوساطة الولايات المتحدة ومصر وقطر الوجود الإسرائيلي في محور فيلادلفيا على طول الحدود الجنوبية لقطاع غزة مع مصر. وقال كيربي: “لا يزال هناك تقدم، وما زال فريقنا على الأرض يصف المحادثات بأنها بناءة”.
بدوره، شدد القيادي في حماس، طاهر النونو، على أن التصريحات الأميركية بشأن وضع محادثات وقف إطلاق النار لا تتسق مع الحقيقة وهدفها دعم مواقف الاحتلال. وقالت الحركة، في بيان صدر عنها يوم الأحد الماضي، إن “الحديث عن اتفاق وشيك كاذب”.
وذكر مصدران مصريان أن إسرائيل أبدت تحفظاتها بشأن عدد من الأسرى الفلسطينيين الذين تطالب حركة حماس بالإفراج عنهم، وطالبت إسرائيل بخروجهم من غزة إذا أطلق سراحهم.